هل تعرف ماهي تقنية التزييف العميق Deep fakes؟
تطورت التقنية بشكلٍ كبير و مخيف! ففي الوقت الذي سهلت فيه حياتنا بشكلٍ ملحوظ، ظل هناك جانب آخر مرعب منها. ومن بين مظاهر التقنية المخيفة، تقنية حديثة ظهرت مؤخرًا لتهُدد أمن وخصوصية المشاهير من رجال السياسة والممثلين، وهي تقنية Deep fakes أو التزييف العميق. فما هذه التقنية؟
ما هي تقنية Deep fakes أو التزييف العميق؟
يُشير مصطلح التزييف العميق إلى استخدام مقاطع فيديو مزيّفة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بحيث يسمح البرنامج للشخص بالتلاعب بوجه شخصية معروفة وتطبيق ملامحها على شخصية أخرى ذات ملامح مشتركة في مقطع فيديو. وتكمن الخطورة في هذه التقنية في تلفيق مقاطع فيديو لشخصيات مهمة في الدولة، أو تلفيق مقطع فيديو كامل يُسيء إلى شخص معيّن، والمشكلة هي صعوبة تكذيب الفيديو لشدة قربه من الحقيقة وتصديق غالبية العامة له.
كيف يتم إنتاج فيديو مزيّف أو Deep fakes ؟
مع التطور الكبير في تقنيات الذكاء الاصطناعي، لم يعد من الصعب إنتاج مقاطع فيديو مفبركة، ولن يحتاج إتمام الأمر لأكثر من ثلاث خطوات، وهي صورة لشخص ما ومقطع فيديو والبرنامج المسؤول عن تطبيق التقنية، ثم الانتظار لفترة من الوقت حتى تبدأ ملامح الشخص تظهر في مقطع الفيديو و كأنه كان في الحقيقة جزء منه. إذ يعتمد برنامج التزييف العميق على استخدام خريطة الوجه ومعادلات لوغاريتمية وتعليمات أخرى تُشبه تعليمات صناعة الأفلام، ليتم تطبيق ملامح الوجه للشخص على الفيديو.
في مقطع الفيديوهذا قد تظن بل وتجزم أن من يتحدّث هو الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما. لكن هذا الفيديو تم التلاعب به بتقنية التزييف العميق وقال كلام لم يقله بالواقع!
نوعا ما سهولة إعداد هذه المقاطع ستُشعرك بالقلق إلى حدٍ كبير. هذه التقنية التي عادةً ما تُستعمل في التشهير والإساءة إلى المشاهير يُمكن استخدامها بسهولة كبيرة، حتى أن المزيّفين تمكنوا من تزوير مقاطع فيديو لرئيسيْ الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما ودونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومشاهير هوليوود أمثال نيك كيج.
وعلى الرغم من أن جميع مقاطع الفيديو كانت بهدف الفكاهة والضحك، إلا أنها أثارت العديد من المخاوف في استعمالها مستقبلًا لتضر بمصالح البلاد و الشخصيات المهمه و البارزة، فهي تقنية ذات حدّين، وحدّها السيء أكثر استخدام.
هل يُمكن تمييز مقاطع الفيديو المزيّفة Deepfakes؟
بعض الخبراء يعتقدون أن هناك وسيلة بالفعل لتمييز هذه المقاطع، وهي أن عين الشخص لا ترمش بشكل طبيعي في الفيديو المزيّف. لكن هذه النقطة لا يُمكن ملاحظتها بسهولة، ويُمكن أن يتغلّبوا على المشكلة مع تطور برامج التزييف العميق التي جعلتها تبدو واقعية 100%.
بعض خبراء التقنية اليوم يسعون إلى تطوير برامج مكافحة لفيدوهات التزييف العميق. لكن قد يستلزم الأمر سنوات! هذا يعني أن عليك توخّي الحذر بشأن ما تُشاهده على الإنترنت، وليس بالضرورة أن يكون ما تُشاهده صحيحًا حتى إن بدى كذلك! فالإنترنت أصبح عالمًا مخيفًا !

